تعتبر الأسماك من أهم مصادر الثروة المائية منذ أقدم العصور في معظم دول العالم. وتعد مصر من أكثر البلدان التي تتمتع بمساحات شاسعة من المصايد تزيد على 13 مليون فدان، أو ما يعادل قرابة 150% من الأرض الزراعية بالبلاد. وتتنوع مصادر الآنتاج السمكي في مصر فمنها المصادر الطبيعية من البحرالأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس، والبحيرات كبحيرات المنزلة والبرلس والبردويل وإدكو وقارون ومريوط والبحيرات المرة، إلى جانب نهر النيل بفرعيه والترع والمصارف والبحيرات الاصطناعية كبحيرة ناصر وبحيرة الريان أو من المزارع السمكية التي تنتج حوالي مليون طن من اسماك البلطى والبوري والدنيس والقاروص والبياض والقرموط وغيرها من الأنواع الأخري إلى جانب أنواع الجمبرى السويسي والقزازي. ونظرا للانخفاض فى انتاج اللحوم الحمراء ذات التكلفة العالية فقد تم الاهتمام فى الاونة الاخيرة بزيادة معدلات انتاج الثروة السمكية واتخذ فى هذا الشأن الطرق والوسائل العديدة التى تساعد على زيادة انتاج الثروة السمكية والتي تعد أحد المصادر الرئيسية للبروتين في مصر والذي يوفر جزءا كبيرا من الإحتياجات الغذائية للسكان ويمثل قواما لصناعات هامة.
ولذلك كان من الضروري اللجوء الى تفريخ وتربية الاسماك فى مزارع خاصة توفر الظروف المثالية لتربية الأسماك الأمر الذي يضمن انتاج مصدر غذائي آمن خالي من الأمراض والملوثات وغني بالمكونات الغذائية اللازمة لحاجة الإنسان. ومع ذلك فأن تفريخ معظم الأسماك في الأسر يمثل شكلا من أشكال الخلل الإنجابي وبالتالى كان الاتجاة الى المزيد من البحث العلمى للوصول الى حلول تساعد على معالجة المشاكل التى تواجة عملية التفريخ من اجل تعظيم العائد الاقتصادى حيث انة في كثير من الأحيان تعاني بعض الإناث من عدم وصول البويضة للنضج النهائى ومشاكل في التبويض والتفريخ خلال فترة الأسر، بينما في الذكور ربما تنخفض كمية وجودة السائل المنوى. وهذا الخلل يرجع فى الحقيقة الى أن الأسماك في الأسر لا تجد الظروف الملائمة للنضج واطلاق البويضات والحيوانات المنوية ، وذلك نتيجة لعدم قدرة الغدة النخامية على اطلاق الهرمونات اللازمة لنضج الغدد التناسلية لافراز هرمون LH . وبالتالى كان اللجوء الى استخدام الهرمونات التناسلية منذ عام 1930 لتحفيز العمليات الإنجابية ونضج المناسل ووضع البيض والحيوانات المنوية. وكذلك كان اللجوء الى استخدام برامج اضاءة وحرارة مناسبة مثل التى تتعرض لها الاسماك فى الطبيعة لتهيئتها لعملية انتاج البويضات والتبويض. كما تتميز عملية التفريخ بأن نسبة الأحياء مـن كـمية الـبيض التـي تضـعها السـمكة الواحـدة والتـي تقدر تحـت الظروف الطبيعية بحوالي 5% يمكن أن تصل في الإستزراع السمكي الي حوالي 90% وانتاج زريعة من الاسماك الاقتصادية فى غير مواسم تكاثرها الطبيعية وتخفيف الضغط علي المصايد الطبيعية مما يساعد علي تحسيين مخزوناتها الطبيعية من الأسماك والحد من استنزافها علاوة علي إمدادها بالزيعة الناتجـة من المفرخات السمكية الصناعية وبالتالي تنميتها واستدامتها . ومازالت الابحاث مستمرة فى هذا المجال من اجل تطوير طرق حديثة للمساعدة على مواجهة مشاكل التفريخ الحالية .
وفى الاوانة الاخيرة اتجهت الدولة الى تطوير منظومة الاستزراع السمكى فى مصر واتجهت المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص الى الاهتمام بتنمية الاستزراع السمكى وخاصة الاستزراع البحرى وتنمية محور قناة السويس مما ادى الى ظهور الاحتياج الى انشاء مفرخات بطاقة انتاجية كبيرة وزريعة ذات جودة عالية ومن هنا كان الاقتراح يانشاء قسم متخصص فى انتاج المفرخات المائية يعمل على رفع كفاءة العاملين فى مجال الاستزراع السمكى وخاصة تفريخ الاسماك وتقديم الاستشارات العلمية والعملية والتدريب التى تساعد على تطوير وتنمية منظومة الاستزراع السمكى ومنح الدرجات العلمية من الدبلومة والماجستير والدكتوراة فى انتاج المفرخات المائية واخراج كوادر علمية وعملية على دراية كاملة بجميع مجالات التفريخ من فسيولوجيا التفريخ ورعاية اليرقات والرعاية الصحية فى المفرخات السمكية واختيار الامهات وتحسين السلالات وتصميم وادارة المفرخات السمكية ونقل وتداول الزريعة وفسيولوجيا الاقلمة والهجرة والتكاثر والجدوى الاقتصادية لانشاء المفرخات السمكية وبرامج تغذية الامهات والزريعة وكل ما يتعلق بانتاج زريعة ذات جودة عالية ومعدلات احياء مرتفعة ومعدلات تحول غذائى مرتفعة ومعدلات نمو عالية ومقاومة للامراض بالاضافه الى انشاء وتصميم المزارع المائية والادارة اليوميه للاحواض للوصول الى المعدلات المثاليه من الانتاج ذو الجودة العاليه .